الحرب على المخدرات
ذات يوم أضحت المملكة على موعد في حربها على المخدرات وأهلها بإطلاق سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حملةً وطنية تشمل المناطق بمدنها وسهولها وجبالها ..حرباً على آفة العصر المخدرات التي أصبحت تؤرق علماء الدين والاجتماع والأسرة وكل وطني غيور على وطنه وشبابه بنين وبنات..
باتت مشكلة المخدرات من أكبر وأعقد المشكلات التي تواجهها دول العالم وتعمل الكثير من الدول لمحاربتها وبعض الدول للاستثمار السلبي فيها وهي هجين من الحروب الغير تقليدية والحروب العابر للحدود التي توجهها الكثير من الدول للإضرار بالآخرين ،ولها آثار هائلة على النواحي الصحية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ما يزيدها تعقيداً أنها لم تعد محصورة في نوع أو نوعين من المخدرات بل تعددت أشكالها وصورها ومركباتها السامة المؤثرة على الجهاز العصبي والدماغي ،بالإضافة إلى الأعراض العقلية والنفسية التي تقود إلى القتل أو الانتحار وتزيد من معاناة الأسر وهتك الأعراض وحوادث السيارات وغسيل الأموال.
ويقف خلف هذه الحرب القذرة الموجهة دول ومنظمات وأحزاب وأفراد ،وهم أعداء للدين والفضيلة، ومن غايات هؤلاء الذين يستهدفون دولنا العربية إضعاف العقيدة في قلوب أبنائها وإفساد سلوكهم وأخلاقهم. وتبذل الدول العربية جهوداً ملموسة في مكافحة هذا السرطان، إلّا أن طوفان هذه الحرب لا زال مستمراً في الولوج للبيوت والمدارس والجامعات، وإن كانت الدول اتخذت إجراءات رادعة وقامت بحملات أمنية لكثير من الأجهزة الأمنية كما هو الحال في المملكة العربية السعودية في هذه المرحلة، إلّا أنه أيضاً يقع على الأسرة والمسجد والجامعة والمراكز البحثية والإعلام الرسمي والخاص والإعلام الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية كبرى لدعم أجهزة الدولة المختلفة والدول لتعظيم الرقابة الأسرية والذاتية والتوعية بخطر المخدرات والمسكرات على الدين والأخلاق، والمساهمة في تعزيز التوعية بأخطار المخدرات وبيان آثارها المدمرة وملء أوقات الفراغ لشباب الأمة بما يعود بالنفع عليهم، ولابد من التعاون الدولي في مكافحة هذه المشكلة العالمية لتبقى دول العالم وأجهزتها المختصة ملتزمة قانونياً وأخلاقياً للحد من تزايد مخاطر المخدرات على الشعوب وتوحيد القوانين والأنظمة الدولية بتجريم المخدرات ومروجيها ومن يقف خلفها وإنزال أشد العقوبات بهم وأن تلتزم دول العالم باحترام الحقوق الصحية والمادية والمعنوية للشعوب، وتحديد الوسائل وتوحيد الجهود لعلاج من تورط في استخدام هذه السموم لأن أضرار المخدرات تتعدى المدمن إلى المجتمع وإلى الاقتصاد وإلى الأمن الوطني، وهي كالسرطان يبدأ بالفرد ثم المجموعة ثم المجتمع ثم الدولة وقد تسيء إلى سمعة دول كثيرة.
وبالنظر إلى الإحصائيات المتواترة تفيد المعلومات أن هناك حوالي 280 مليون إنسان كان ضحية لهذا السرطان الكيميائي في جميع أنحاء العالم للعام الماضي منهم حوالي 40 مليون شخص يعانون من اضطرابات حادة نتيجةً لتأثير المخدرات على الأجهزة العصبية والدماغية، وقد نشرت منظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي للشرق الأوسط – إحصائية بأن ما بين 3.5% – 5.7% ممن تتراوح أعمارهم ما بين 15 – 64 سنة على الصعيد العالمي يستخدمون مخدرات غير مشروعة، ونسبة 15% ممن يتعاطى المخدرات في بعض الدول العربية يتصدر الهيروين المرتبة الأولى في أنواع المخدرات بنسبة 32% ثم الحشيش و بناء على تقارير حكومية في بعض الدول العربية أن أكثر من 40% من المتعاطين بدأوا في سن 15 – 20 سنة وأن 7% من طلبة الثانوية يتعاطون المخدرات ونسبة تعاطي الإناث للمخدرات تجاوزت 27%، كل ذلك يستدعي تظافر الجهود لمحاربة … الذي تلتقي فيه الاسرة والمدرسة والإعلام بكافة وسائله واشكاله … ان الحملة الوطنية حملة لن تتوقف حتى يسلم أبناؤنا وجيلنا من آفة العصر .. كل حسب إمكاناته وقدراته حرب لا هوادة فيها حقق الله الآمال وشكراً للدولة هذا التوجه وشكراً سمو ولي العهد ولرجال أمننا بقيادة سمو وزير الداخلية ورجال مكافحة المخدرات اللهم احفظ وطننا من كل سوء